فريق زراعة الخلايا الجذعية يتطلع لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى

stem cells
يعمل أعضاء الفريق في غرفة نظيفة في مركز دافيد وجونز ايطا الجديد للعلاج الخلوي.

عندما تتوقف السيارة عن العمل، يتضح أن السبب عادة هو جزء عاطل يحتاج إلى الاستبدال. وقياسا بالمثل، للنخاع العظمي للمرضى المصابين بأمراض الدم، فإن الخلايا الجذعية المسؤولة عن تكوين خلايا الدم لا تعمل كما ينبغي. من خلال إجراء ما يُعرف باسم زرع الخلايا الجذعية، والذي يشار إليه أحيانًا بزراعة النخاع العظمي، يمكن استبدال نخاع العظم ونظام المناعة لدى المريض بخلايا جذعية سليمة من متبرع.

اليوم، يتم استخدام هذا الإجراء للعديد من أنواع السرطان وأمراض الدم التي كانت تعتبر في السابق غير قابلة للشفاء. بالنسبة لبعض أنواع أمراض الدم، فإن زراعة الخلايا الجذعية هي علاج أساسي؛ أما بالنسبة للبعض الآخر، لا يُلجأ إليها إلا إذا كانت العلاجات الأخرى غير مكللة بالنجاح.

على الرغم من أن آلاف الأشخاص المصابين بالسرطان وأمراض أخرى قد تم شفاؤهم من خلال زراعة الخلايا الجذعية، إلا أن هناك مخاطر مرتبطة بالعلاج، ومضاعفات شائعة. أخطر المخاوف هي عودة المرض، أو الانتكاس، ومضاعفات أخرى حيث يهاجم الجهاز المناعي الجديد المزروع الخلايا الطبيعية للمريض، والمعروف باسم داء الطعم حيال المضيف.

حقق مستشفى جامعة شيكاغو أفضـل نتائـج زراعـة الخلايـا الجذعية لمدة سنة في شيكاغو وكانت الأعلى نسبةً إلى نتائجها المتوقعة

يجب متابعة المرضى عن كثب بعد الزرع لمعالجــة هـذه المضاعفــات عنـد ظهورها. الأطبـــاء ومحللـو البيانـــات يوثقـــون بدقــة المضاعفات التي تعقب الزرع وبقاء المريض قيـد الحيـاة على المـدى الطويـل. تُطلع هذه البيانـات الأطبـاء علـى أفضل السبـل لعـلاج المرضـى مع مـرور الوقـت ويمكـن أن تكـون مؤشرًا على أداء البرامج الفردية.

يتم جمع البيانات أيضًا من قبل المركز الدولي لأبحاث الدم وزراعة النخاع (CIBMTR)، وهو منظمة مكرسة لتحسين البقاء على قيد الحياة والعلاج ونوعية الحياة لمرضى الزرع. في كل عام، يصدر المركز تقريرًا ببيانات النتائج من جميع برامج زراعة الأعضاء البالغ عددها 172 في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك مستشفى جامعة شيكاغو.

يمكن أن تساعد هذه المعلومات المرضى والأسر ومقدمي الإحالة وشركات التأمين على تحديد مراكز الزرع الأفضل في علاج سرطانات الدم مثل اللوكيميا ومتلازمات خلل التنسج النقوي والتليف النقوي والورم النقوي والورم اللمفاوي. كما أنها تمنح مراكز الزرع طريقة لتقييم جودة وفعالية برامجهم على مدىً سنوي.

تعكس أحدث بيانات النتائج الحالية لمستشفى جامعة شيكاغو نتائج العمل الذي بدأه فريق زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم منذ عدة سنوات.
في عام 2015، رأى Michael Bishop,، خبير زراعة الخلايا الجذعية والعلاج الخلوي، الذي التحق حديثًا، تصنيف المركز الدولي لأبحاث الدم وزراعة النخاع كفرصة هائلة لتأسيس مستشفى جامعة شيكاغو كواحد من برامج زراعة الخلايا الجذعية الرائدة على الصعيدين الوطني والدولي.

كانت بداية مذهلة بفضل نقاط القوة لدى مستشفى شيكاغو الجامعي في مجال الأبحاث. حيث يوفر مستشفى جامعة شيكاغو للمرضى إمكانية الوصول إلى تجارب سريرية أكثر ابتكارًا من أي مستشفى آخر في المنطقة. أطباؤه الفيزيائيون خبراء معترف بهم دوليًا في مجالاتهم. يعد مستشفى جامعة شيكاغو أيضًا موطنًا لمركز David  و Etta Jonas للعلاج الخلوي، حيث يعمل العلماء على تحقيق إنجازات قادمة في العلاج الخلوي، وخاصة العلاج بالخلايا التائية المسيرة ( CAR T-cell therapy)، وهو نوع مستجد في علاج السرطان.
د. بشوب، بصفته مديرًا لبرنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، حشد فريقه وبدأوا معًا رحلة لتقديم "أفضل رعاية إكلينيكية على الإطلاق".

استراتيجية النجاح

بمشاركة شغف د. بشوب، قام فريق الزراعة بالتدقيق في كافة جوانب البرنامج للعثور على المجالات التي تحتاج إلى تحسين، وصولاً إلى طريقة إدخال البيانات. قال بشوب: "لم نترك صخرة دون قلبها".

بقيادة د. بشوب ومساعد مدير العمليات السريرية ميلاف مورتيل ممرض مسجل مختص في علم الأورام ماجيستير الصجة العامة، تضمنت المبادرات إعادة النظر في الرسوم البيانية لمدة ثلاث سنوات والنظر في كيفية اختيار العلاج الكيميائي، وكيفية مراقبة المرضى بعد الزرع، وما تم القيام به لمنع العدوى وكيف تم دعم المرضى مع تكيف جهاز المناعة لديهم. إذا لم تنجح أي من هذه الخطوات كما ينبغي، فقد يتم تغييرها.

قال بشوب: "إنها ليست مشكلة كبيرة واحدة بشكل عام - إنها مشاكل صغيرة كثيرة". "يتعين عليك ضبط التفاصيل وتطوير كل مكون على حدة لضمان تحسن حالة المريض".

 وضعت التحسينات التي أنشأها الفريق معيارًا لكيفية تقييم المرضى وعلاجهم ومتابعتهم في كل مرة. وفقًا لبشوب، فإن الاتساق في الرعاية هو ما يؤدي إلى نتائج أفضل.

وفي الوقت نفسه، شهد كل من برامج زراعة الخلايا الجذعية للبالغين والأطفال زيادة ثابتة في حجم عمليات الزرع وعدد المتخصصين في الزراعة العاملين في العيادة. قال James LaBelle، دكتوراه في الطب، أستاذ مساعد في طب الأطفال ومدير برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في مركز كومر للأطفال بمستشفى جامعة شيكاغو، إنه عندما وصل إلى مركز كومر للأطفال في عام 2012، كان هناك طبيبان للزراعة وممرضة ممارسة للزراعة المتقدمة.

 منذ ذلك الحين، نما البرنامج ليشمل أربعة أطباء، وثلاث ممرضات ممارسة متقدمة، ومدير بيانات مختص، وطاقم من شركاء البحوث السريرية. نظرًا لهذا النمو، تم تصنيف مستشفىكومر للأطفال  من قبل المركز الدولي لأبحاث الدم وزراعة النخاع  بشكل منفصل عن برنامج البالغين التابع لمستشفى جامعة شيكاغو منذ عام 2016. ويقول جيمس لابيل  إن هذا كان ممكنًا فقط لأن برنامج طب الأطفال لديه فريق مختص المكرس له.

 قال لابيل إنه نظرًا لأن مجموعات البالغين والأطفال تشترك في نفس البنية التحتية والقيادة العلمية، فإنهم قادرون على التواصل بشكل مستمرر والتعلم من بعضهم البعض، مما يساعد أيضًا في تحسين الرعاية السريرية.
"أحد الجوانب التي تجعل مستشفى جامعة شيكاغو فريدا من نوعه هو أنه على الرغم من أن لدينا برنامجًا مخصصًا لطب الأطفال وبرنامجًا للبالغين، وفرقنا تكافلية للغاية". يقول لابيل "يمكننا تقديم علاجات للبالغين تستخدم عادةً للشباب والعكس صحيح. حيث تتخطى الكثير من سبل علاجاتنا الحواجز العمرية ".

العامل الحاسم

في حين أظهرت برامج زراعة الخلايا الجذعية للبالغين والأطفال تحسنًا تدريجيًا وثابتًا على مر السنين، لم تكن النتائج غير قابلة للجدل حتى تقرير المركز الدولي لأبحاث الدم وزراعة النخاع السنوي: في عامي 2020 و2021 حيث حقق مستشفى جامعة شيكاغو أفضل النتائج لمدة سنة في شيكاغو وأعلاها مقارنة بالنتائج المتوقعة.

 كما احتل برنامج طب الأطفال في مستشفى كومر للأطفال مرتبة عالية، حيث تجاوزت أعداد البقاء على قيد الحياة النتائج المتوقعة. قال لابيل: "تعتبر تصنيفات المركز الدولي لأبحاث الدم وزراعة النخاع مقياسًا موضوعيًا يعكس مدى تفاني موظفينا الإكلينيكيين". "نتوقع أن ينمو عدد الأطفال الذين يمكننا مساعدتهم بشكل أكبر بسبب شراكتنا الأخيرة مع تحالف صحة الأطفال في شيكاجو لاند."

 تعتبر نتائج تقرير المركز الدولي لأبحاث الدم وزراعة النخاع الآن معياراً للأهداف المستقبلية. بيشوب متحمس لما يحمله المستقبل لمعدلات البقاء على قيد الحياة مع تقدم مجال العلاج الخلوي. حيث قال: "سوف نتحدى الوضع الراهن باستمرار من خلال الاستفادة من التقدم العلمي المذهل الذي يحدث في مستشفى جامعة شيكاغو كي نوفر للمرضى أحسن خيارات العلاج وأكثرها حداثة."